عظيم من أهل الشام وأهل الجزيرة [1] ، وبلغ ذلك قحطبة، فكتب إلى أبي مسلم يخبره بجدّ ابن ضبارة في لقائه، وأنّه شاخص نحوه، وسأله أن يضع بقومس رجلا يضبط ما بينه وبين الري وطبرستان ودنباوند [2] ، ويضع بالري رجلا جليدا في جند كثيف يأخذ بطرق ما بينها وبين أذربيجان ونهاوند ويقوّي بذلك من معه من جنده، ويقوّي به الحسن في موضعه، وإنّ الّذي منعه من إحكام ذلك ببعض من معه حاجته إلى الجند لما أتاه من كثرة من مع ابن ضبارة. فوجّه أبو مسلم أبا الربيع إبراهيم بن الحسن البخاري في مائتي رجل إلى قومس وأمره أن يحتفظ بالطرق، ويضع المسالح فيما بينه وبين طبرستان ودنباوند لتأمن بها الرسل ويبذرق القوافل، ووجّه [168 أ] موسى بن كعب إلى الري في ألف وثلاث مائة رجل، وأمره أن يضع المسالح فيما بينه وبين أذربيجان على طريق المحجة، وقد كانت بين موسى وبين صاحب دنباوند وقعة هزم فيها وأصيب أصحابه، ووجّه أبا الحكم عيسى ابن أعين في ألفي رجل إلى همدان وأمره أن يوجّه إلى من بأذربيجان من الخوارج وغيرهم ويضع المسالح فيما بينه وبين عسكر قحطبة، وعلى المحجة، لتأمن الرسل والقوافل. وقدم ابن ضبارة وداود أصبهان فيمن معهما من أهل الشام، وقد كان بينهما تنازع في المقام والمسير وكان ذلك ممّا أوهن أمرهما.
وقيل لابن ضبارة: إن القوم غير تاركيك وإن تركتهم، فدخولك عليهم في سلطانهم أهيب في صدورهم، فلحقه داود فسارا جميعا. وبلغ قحطبة ورودهما أصبهان، وقد كان قدم عليه أسيد، وولّى أبو مسلم مكانه على [1] في أنساب الأشراف ج 3 ص 407 وص 237- 238 (الرباط) ، أن ابن هبيرة كتب إلى عامر بن ضبارة المري «يأمره بالمسير إلى قحطبة ووجه معه ابنه داود بن يزيد بن هبيرة فسارا في خمسين ألفا حتى نزلا أصبهان وانضم إليهم بها ولد نصر بن سيار وجماعة من المروانية من أهل خراسان» . وانظر الطبري س 3 ص 5- 6. [2] انظر معجم البلدان ج 2 ص 470، الاصطخري ص 119، قدامة- الخراج ص 244.