أَهْدى من إِحْدَى الْأُمَمِ، فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً.
اسْتِكْباراً في الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ، فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلًا 35: 42- 43 [1] .
فثقل ذلك على نصر وكتب إليه: أمّا إنك لو قبلت نصحي لك لكان خيرا، وليس يمنعني من ذلك ما أرى من ميلك إلى غيري، وأيقن أنّ أسلم [2] بن صبيح كاتبك يفشي عليك سرّك، ولا يكتم عنك، وقد كان في شيء من عملنا، وظهرنا منه على الغدر وإفشاء السر فتجنبناه لذلك.
فكتب إليه أبو مسلم: سرّنا مصون عمّن لا نثق به، وما يعلم أسلم من سرّنا شيئا نكره معرفتك ومعرفة غيرك به.
وجعل نصر يكتب إلى ابن هبيرة [3] ، وهو على العراق يستمده فيعده ويأمره بالمداراة، فلمّا تضايقت الأمور كتب إلى مروان الحمار، وهو آخر طغاة بني أمية يشكو له ابن هبيرة ويخبره بعظم الأمر من قبل أبي مسلم وكتب إليه:
أرى خلل [4] الرماد وميض نار [5] ... ويوشك أن يكون لها ضرام [6] [1] سورة فاطر، الآيتان 42 و 43. [2] انظر الطبري س 2 ص 1968. [3] انظر كتاب التاريخ ص 268 أ. [4] في الطبري س 2 ص 1973، والمسعودي- مروج الذهب ج 6 ص 62: «بين» وفي الدينَوَريّ- الأخبار الطوال ص 357 «تحت» . [5] في المصادر السابقة وفي كتاب التاريخ ص 268 أ «جمر» .
[6] في الطبري س 2 ص 1973 «فأرجح بأن يكون له ضرام» ، وفي الدينَوَريّ «ويوشك أن يكون له ضرام» .