الشاه محمد رضا، وسجن ثم أفرج عنه بعد شهور، ثم سجن للمرة الثالثة وحكم
عليه بالسجن عشر سنوات، وفي سنة 1390هـ بعد أن قضى في السجن ثماني سنوات أفرج عنه.
ولمّا أقيمت الاحتفالات الملكية، كان من الناقمين عليها، فنفي الى مدينة
زابل ثم أعيد الى طهران، وظل ثائراً ناقماً لا يهدأ، فأدخل السجن من جديد وسجنوا
معه بعض أقربائه واهل بيته، وظل مسجوناً حتى نجاح الثورة الإسلامية، فأفرج عنه،
ولكن لم يلبث إلا قليلاً حتى توفي، ودفن في مقبرة (جنة الزهراء) في طهران[1].
ولذلك يمكن تصنيفه ضمن التفاسير الحركية التي تهدف إلى الثورة ضد الظلم
والاستبداد والتحريف، والدعوة إلى العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل، وقد قال
العلامة الطالقاني في مقدمة تفسيره: (كلما اتّسعت بحوث القراءة واللغة والاعراب
والمواضيع الكلامية والفلسفية فيما يخصّ آيات القرآن، تقيّدت أذهان المسلمين من
كسب الهداية الواسعة والعامة من القرآن، وهي بذلك تُشبه الى حدّ بفوانيس ضعيفة
ترتجف في خضّم ظلمات رهيبة، فهي وان كانت تُنير ما حولها على نطاق ضيّق، إلا أنها
تنحسر دون لمعان النجوم الساطعة المتألقة.. فإن استطاع المسلمون أن يتخلصوا من
تراكم غيوم العقاد والأفكار، وأن يفتحوا أبواب وآفاق ذلك الفضاء الرحب الخالي من
الدنس الفكري والفطري، بالتركيز والادراك الصحيحين لاستنباطات المحققين الدالة
والمعقولة إذن لغمرت أنوار الهداية نفوسهم، ولاستفزّت دونها العقول الحذرة والضافة
لاستيعاب ودرك حقائق الوجود، والوصول الى سُبُل تشخيص الخير والشر.. وليس المقصود
بالعودة الى المجال الفطري البدائي، أن نرجع الى عادات وتقاليد المعيشة للمسلمين
الأوائل ومحاكاتهم في المأكل والملبس، بل هو التخلّص من هيمنة آراء وأفكار وظواهر
المدنية المتهرّئة في عصرنا
[1]
أمين سيد محسن، أعيان الشيعة، ج1، من المستدرك /219..