ثم ذكر بعض مزايا هذا التفسير، فقال: (وقد تميز هذا التفسير فوق ذلك
بتدقيقه في كلمات القرآن كلمة كلمة، مناقشا للغويين في آرائهم، كاشفا عن مواطن
خطئها، مبديا لرأيه في قبالهم عن علم واجتهاد وتحقيق، وقد استفاد من ذلك كثيرا في تفسيره
من خلال تأمله في دقائق الألفاظ وتراكيب الكلام)[1]
وذكر الظروف التي كتب فيها تفسيره، وسبب عدم إكماله، فقال: (هذا، وقد كتب
الشهيد العلامة تفسيره هذا الفريد في أسلوبه وطريقته الوحيد في شموليته واستيعابه
في النجف الأشرف حين أقصي عن وطنه مع والده الحكيم العارف العلامة المحقق البارع
المجاهد الكبير الإمام الخميني العظيم قدس سره الشريف، وذلك أثناء تدريسه تفسير
القرآن الكريم.. ولم تتسع مهلة الحياة للعلامة الشهيد لإتمام تفسيره هذا، ومع أنه
سيخرج للملأ العلمي - بإذن الله - في خمسة مجلدات، إلا أنه لم يتجاوز الآية
السادسة والأربعين من سورة البقرة ابتداء من سورة الفاتحة)[2]
وهو للسيد محمد بن أبي الحسن الطالقاني (1329هـ ـ 1399هـ)، وهو من قرية
من قرى طالقان (قريب طهران)، وكان من العلماء المناضلين والمجاهدين ضد النظام الشاهنشاهي
الإيراني، كما أن له اهتمامه الكبير برسالة العودة الى القرآن كسائر الثائرين على
ذلك النظام.
وقد تعرض للكثير من الأذى بسبب مواقفه، حيث دخل السجن لأول مرة دفاعاً عن
الحريات في عهد الشاه رضا وظل مسجوناً ستة أشهر، ثم أفرج عنه، ثم اتهم في عهد