من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه، ولم يحد عن سبيل الحلم والأدب)[1]
وهذه الملاحظة التي ذكرها العلامة المعرفة، والتي ذكر الكثير من الأدلة
المثبتة لها، سبقه لها الشيخ محمد بهاء الدين العاملي، حيث قال في حوادث شهر شوال،
يوم عيد الفطر: (و فيه سنة ست وستمائة، توفي فخر الدين الرازي، الملقّب بالإمام،
وأصله من مازندران، وولد بالرّيّ، وكان يميل إلى التّشيّع، كما لا يخفى على من
تصفّح تفسيره الكبير. وقبره بمدينة هرات)[2]
بل سبقه إليها من ترجم له من علماء المدرسة السنية، فقد نقل ابن حجر
العسقلاني عن ابن خليل السكوني في كتابه (الرّد على الكشّاف) أنه أسند عن ابن
الطباخ: (أنّ الفخر كان شيعيّا، يقدّم محبة أهل البيت، كمحبّة الشيعة، حتى قال في بعض
تصانيفه: (وكان علي عليه السّلام شجاعا بخلاف غيره)[3]
وقال الطوفي: (إنه يورد شبه المخالفين في المذهب، على غاية ما يكون من
القوّة والتحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء.. وبعض الناس
يتّهمه في هذا، وينسب ذلك إلى أنه كان ينصر بهذا الطريق، ما يعتقده، ولا يجسر على
التصريح به)[4]