ثم يذكر رأيه فيه، فيقول: (وهذا التفسير في ذات نفسه تفسير لا بأس به،
يعتمد ظواهر القرآن ويجري على ما يبدو من ظاهر اللفظ، في إيجاز واختصار بديع،
ويتعرّض لبعض اللغة والشواهد التاريخية لدى المناسبة، أو اقتضاء الضرورة، لكنّه مع
ذلك لا يغفل الأحاديث المأثورة عن أئمّة أهل البيت، مهما بلغ الإسناد من ضعف ووهن،
أو اضطراب في المتن؛ وبذلك قد يخرج عن أسلوبه الذاتي فنراه يذكر بعض المناكير مما
ترفضه العقول، ويتحاشاه أئمة أهل البيت الأطهار. لكنه قليل بالنسبة إلى سائر موارد
تفسيره. فالتفسير في مجموعه تفسير نفيس لولا وجود هذه القلّة من المناكير. وقد
أشرنا إلى طرف من ذلك، عند الكلام عن التفاسير المعزوّة إلى أئمة أهل البيت) [2]
ومن الأمثلة على تلك المناكير التي ذكرها، والتي تتناقض مع ما ورد عن
أئمة الهدى من عصمة الأنبياء ما نسبه إلى الإمام الصادق من قصة داوود وكيف افتتن
بامرأة أوريا حين نظر إليها وهي تغتسل، وكيف قدّم أوريا بين يدي التابوت ليقتله،
فقتل وتزوّج بامرأته وولدت له سليمان[3]، والتي رد بعضهم عليها، لا بنفي نسبتها إلى الإمام الصادق، وإنما بحملها
على التقية؛ إذ التقية لا تصل إلى حدّ يُلصَق بنبي ذنوباً، فقد روي في (عيون أخبار
الرضا) بإسناده إلى أبي الصلت عن الإمام الرضا عند سؤاله عن هذه القصّة، ضرب على
جبهته وقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى
التهاون بصلاته حين