وهو من الأركان المهمة لتعامل الإيرانيين الإيجابي مع القرآن الكريم، ذلك
أنهم لم يكتفوا بكتابة الكتب والبحوث، وإنما راحوا يستعملون كل الوسائل لنشرها بين
جميع أفراد الشعب، وعلى أوسع نطاق، وبما أننا لا نستطيع أن نحصي كل ما يتعلق بهذا
الجانب، ذلك أنه يتغير كل يوم، فإنا ندل القارئ الكريم على الرجوع إلى [وكالة الأنباء القرآنية
الإيرانية]، وهي مؤسسة إعلامية تهتم بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من أنشطة
ومؤتمرات ومؤلفات ونحوها، وهي فريدة في نوعها؛ فلم نجد من اهتم بهذا الجانب في جميع
الدول العربية والإسلامية.
ولهذا نرى كثرة الأقسام والكليات المرتبطة بعلوم القرآن، وفي جميع
الجامعات الإيرانية، ومثلها المدارس التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم، وهو ما لا
نرى مثله ـ للأسف ـ في جميع البلاد الإسلامية، بناء على رؤيتها القاصرة لدور
القرآن الكريم في الحياة.
ومن الأمثلة على ذلك الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء القرآنية العالمية
(IQNA) تحت عنوان:
(كليات علوم القرآن تتحول الى جامعات قرآنية)، فقد ورد فيه أنه من المقرر أن يتم
قريبًا تحويل كليات علوم القرآن في إيران الى جامعات للقرآن الكريم.. وقد قال مدير
قسم العلاقات العامة في أمانة كليات علوم القرآن في إيران: (في الوقت الحالي فان
الكليات القرآنية في إيران لديها فرعين دراسيين علوم القرآن وتفسير القرآن، وقد تم
عقد العديد من الجلسات لمناقشة إمكانية تحويل هذه الكليات الى جامعات قرآنية، وبعد
الحصول على موافقة رئيس الجمهورية ووزير العلوم تقرر البدء بتنفيذ هذا الأمر
ابتداء من العام الدراسي القادم.. وهذه الكليات ستتحول الى جامعات لديها كليات متخصصة
مثل كلية التفسير ومعارف القرآن الكريم، كلية التلاوة والفنون القرآنية، كلية
تعليم القرآن الكريم،