اثباته تسكب العبرات على حد تعبير ابى شامة.. وثانيا: ان لاختلاف
القراءات عوامل ذاتية كانت هى السبب لنشوء الخلاف بين القراء.. وثالثا: ان أسانيد
القراء الى النبى a
أسانيد آحاد موجودة في كتب القراءات ولم يكن شىء منها متواترا حسب المصطلح.. هذا
فضلا عن الشك في اكثرية هذه الاسانيد التى يبدو عليها اثر الوضع والاختلاق، ولعلها
أسانيد تشريفية مصطنعة من غير ان يكون لها واقع.. ورابعا: إنكارات علماء الأمة
وزعماء الملة على قراءات كثير من القراء المرموقين، لدليل على أنها ليست متواترة
عندهم، والا فكيف يجرأ مسلم ان يرد قراءة هى متواترة عن النبى a.. وخامسا: وجود قراءات
شاذة عن السبعة ينفى تواتر قراءاتهم فردا فردا.. وسادسا: استناد القراء الى حجج
وتعاليل اعتبارية نظرية، لدليل على ان اختياراتهم كانت اجتهادات والا فلو ثبتت
قراءاتهم بالتواتر لم يكن حاجة الى تعليل اعتبارى.. وسابعا: وجود التناقض بين
القراءات ينفى تواترها عن النبى صلّى الله عليه وآله اذ نص الوحى لا يحتمل
اختلافا. وثامنا: لا ملازمة بين مسألة (تواتر القرآن) المعترف بها لدى الجميع.
وبين مسألة (تواتر القراءات) التى لم يلهج بها سوى المقلدة الرعاع) [1]
ونحب أن نشير هنا إلى أن المبالغات في القراءة عندنا في الجزائر خصوصا،
ومراعاة الطرق التي كان يقرأ بها ورش هي التي حجبت القراء عن تدبر القرآن الكريم،
ذلك أن هذه القراءة صعبة، وتحتاج إلى تمرينات كثيرة، لا يطيقها أكثر الناس.. ولهذا
يذكر القراء أنفسهم أنه يندر أن يوجد من يتقن هذه القراءة، ومع ذلك يتمسكون بها،
ويتركون قراءة عاصم مع كونها أسهل قراءة، ومتناسبة مع الفصحى التي يدرسها التلاميذ
في المدراس.