الموسوي، هو أنّه عندما عاد بعد إنهاء التعذيب من زنزانته الانفراديّة،
كان يستمع إلى قراءتي للقرآن. وقد انتقيت بدوري آيات خاصّة من قبل، وقرأتها على
مسمعه لتكون بلسماً لجراحه وراحةً لنفسه، ومقوّية لعزيمته) [1]
وهكذا يذكر كيف كان الثوار حينها يستعملون القرآن الكريم وسيلة لاستنهاض
الهمم، ومواجهة الاستبداد والظلم الذي يقوم به الشاه، ومخابراته.
ومن الأمثلة على ذلك أنهم ـ كما يذكر ـ كانوا يدرسون سورة البقرة، وما
جرى مع بني إسرائيل، ليوصلوا من خلالها رسائلهم الثورية، ويصف كيفية ذلك، فيذكر
أنهم بعد شرح تفسير الآيات القرآنية يطلب من القارىء أن يقرأ الآيات المفسّرة
بصوته الجميل لتستقر في النفس أكثر، ويقول: (الآن وقد فهمتم معنى هذه الآيات،
فليأتِ قارئنا العزيز ويتلوها بلحن وصوت حسن لتلتذّوا بها أكثر، لأنّ الناس كانوا
قد فهموا معنى القرآن، كانوا يرتبطون به بنحو أسهل)
وهو من الأركان المهمة في تعامل الإيرانيين الإيجابي مع القرآن الكريم،
ذلك أنهم لم يكتفوا باهتمام الخاصة به، وإنما أشاعوا هذا الاهتمام لدى عامة الناس،
وذلك بتيسير كل الوسائل للتعرف عليه والاستفادة منه، وسنذكر هنا كلا الناحيتين
باختصار: