ثم ذكر ما آل إليه الأمر بعد ذلك، فقال: (ومنذ فقدت القوى الحاكمة على
المجتمعات المسلمة القيم الإسلامية، واغتربت عنها، ورأت في القرآن وهو الناطق
بالحق وفرقان الحق والباطل عقبة في سبيلها، بدأ السعي الحثيث لإبعاد كلام الله عن
ميدان الحياة، ووُجد عقيب ذلك الفصل بين الدين والحياة الاجتماعية، والتفريق بين
الدنيا والآخرة، والتقابل بين المتدينين الواقعيين وأهل الدنيا المقتدرين، وأُبعد
الإسلام عن مركز إدارة مجالات الحياة الاجتماعية للمجتمعات المسلمة، ليقتصر على
المساجد والمعابد والبيوت وزوايا القلوب، وهكذا وُجد الفصل بين الدين والحياة بكل
ما عاد به من خسارة وعلى المدى الطويل)
[1]
وبذلك، فإن المستقبل الذي يرسمه السيد علي الخامنئي للجمهورية الإسلامية
الإيرانية هو المزيد من التحقق بالقرآن الكريم في الواقع، حتى تتنزل البركات التي
وعد الله بها من يقيم كتبه، ويحفظ عهده ووصاياه.
وهكذا
نراه يشير إلى دور القرآن الكريم في الثورة الإسلامية، حيث ذكر أنه كان المؤنس له ولرفاقه
أيام المحن التي مروا بها في سجون الشاه، وقد ذكر أنه في الاعتقال الأوّل، عندما
نُقل إلى السجن العسكري في مشهد، وجُرّد من جميع وسائله، طلب منهم أن يتركوا
القرآن بحوزته، فوافقوا.
ويذكر مدى التخفيف والمواساة التي كانت تحدثها قراءة القرآن الكريم لهم،
وهم في السجون والمعتقلات، ومن ذلك أنه في الاعتقال الخامس له عندما قام موظّفو
السافاك بتعذيب العالم المجاهد السيّد عباس الموسوي القوتشانيكان عزاؤه الوحيد في قراءته
للقرآن، يقول في ذلك: (الشيء الوحيد الذي كان في هذا السجن مصدر عزاء للسيّد