محاضراته وكتبه ورسائله عبارة عن حقائق قرآنية مصاغة في أسلوب عصري.
ومن الأمثلة على ذلك قوله في الدعوة إلى تدبر القرآن بعد عرضه لأصناف
المنحرفين عنه، والتي ذكرناها في المبحث السابق: (اتخذ القرآن أسلوبا وسطا في مقابل
الجمود والتفكر الجاف للإخباريين ونظرائهم، وكذلك في مقابل الانحرافات والتفاسير
الخاطئة للباطنية وغيرهم، وهذا الأسلوب (الوسط) عبارة عن التأمل والتدبر المنصف
والبعيد عن الأغراض والأهواء.. القرآن يدعو المؤمنين، بل وحتى المخالفين بالتفكير
في آياته، ويدعوهم بأن يتأملوا في آياته بدلا عن صدها وإنكارها)[1]
وبعد ذكره لبعض الآيات القرآنية الداعية للتدبر، قال ـ بأسلوبه الخطابي
ـ: (إنه كتاب مبارك مثمر أرسلناه إليك، لماذا؟ لم نرسله ليقبلوه ويضعوه فوق
الرفوف، بل أرسلناه ليفكروا ويتدبروا في آياته.. هذه الآيات وعشرات الآيات الأخرى
التي تؤكد على تدبر القرآن، تجوز وتؤيد تفسير القرآن ، ولكن ليس تفسيرا على الهوى والميل النفسي، بل على أساس الصدق
والإنصاف، بعيدا عن الأغراض الشخصية عندما تتأمل في القرآن بإنصاف وبدون غرض ، فلا ضرورة
لنا في إمكانية معرفة كل مسائلة.. القرآن من هذه الجهة يشبه الطبيعة. فكم من أسرار
في الطبيعة لم تنكشف بعد، وليس هناك أمل في اكتشافها، في الأوضاع الحالية، ولكنها
سوف تكشف في المستقبل)[2]
وهكذا نجده في محاضراته التي تتحدث عن أسباب تخلف المسلمين، يصحح تلك
المفاهيم الخاطئة التي أبعدت القرآن الكريم عن الواقع، ومن الأمثلة عنها المفهوم
الخاطئ للتوكل، يقول عنه: (هذا المفهوم القرآني السامي، مثل سائر المفاهيم الإسلامية
دقيق