حينئذ، وأمكن الاهتداء إليها في ضوء حقائق علمية راهنة، جهد المستطاع.
وقد نخطئ الصواب، ويعود العتب علينا بالذات.. إنّنا لا نحاول تطبيق آية قرآنية ذات
حقيقة ثابتة على نظرية علمية غير ثابتة وهي قابلة للتعديل والتبديل، إنّما مبلغ
جهدنا الكشف عن حقائق وأسرار كونية انطوت عليها لفيف من آيات الذكر الحكيم، كشفا
في ضوء العلم الثابت يقينا حسبما وصلت إليه البشرية قطعيّا، ممّا لا يحتمل تغييرا
أو تعديلا في سيره، نظير ما وصل إليه العلم من دورة المياه في الطبيعة، والجاذبية
العامّة، ودرجات ضغوط الأجسام وما شابه؛ فإنّ بقاء الآية على إبهامها أولى من
محاولة تطبيقها على نظريّة علميّة غير بالغة مبلغ القطعية والكمال، وربّما كانت
تحميلا على الآية وتمحّلا باهتا، إن لم يكن قولا على اللّه بغير علم)[1]
وقد سبق أن ذكرنا جهوده العلمية الكبيرة في خدمة القرآن الكريم وعلومه
المختلفة، ومن بينها اهتمامه بالإعجاز القرآني، وفهمه الواسع له، وتطبيقه لذلك
الفهم في كل كتبه القرآنية التي تتميز بالعمق والبساطة، بحيث يمكن أن يفهمها
الجميع ويستفيدوا منها في سهولة ويسر.
وقد وضح موقفه من نواحي الإعجاز المختلفة في الكثير من مؤلفاته، وسنقتصر هنا
على بعض ما ورد منها هنا.
فقد بدأ بحثه ـ كعادته ـ بطرح بعض التساؤلات المرتبطة بالموضوع؛ فقال: (أين
يكمن اعجاز القرآن؟ أمن حيث البلاغة والفصاحة، أي من حيث حلاوة عباراته ودخولها