ومن خلال ملاحظة ما كتبوا في هذا الجانب، نرى أنهم لم يكتفوا بالكلام
العام فقط، وإنما استعملوا ما تمرنوا عليه من أدوات الكلام في إثباته من نواحيه
المختلفة.
وسنورد هنا بعض النماذج على اهتماماتهم بهذا قبل الثورة وبعدها لثلاثة
أغراض:
الأول: الدعوة للاستفادة من تراثهم في هذا الجانب.
الثاني: الرد على الذين يشيعون بأن الإيرانيين أو الفرس إنما دخلوا الإسلام،
ليفسدوه ويحرفوه، مع أن أكثر التراث الذي انتصر للإسلام هو تراث إيراني.
الثالث: المزيد من الردود على دعوى تحريف القرآن الكريم، ذلك أنها تتناقض مع
الاهتمام بإثبات إعجازه.
بما أن أكثر المفسرين وعلماء الكلام كانوا من إيران؛ فإنه من الصعب علينا
أن نورد هنا شهاداتهم أو أعمالهم الدالة على اهتمامهم بإعجاز القرآن الكريم، ولذلك
سنكتفي هنا بنماذج عن بعضهم، وخاصة ممن كانت لهم مساهمتهم في تأسيس بعض العلوم
اللغوية والشرعية التي لها صلة بهذا الجانب.