والشرك حجر الأساس في العقيدة الإسلامية، بل حجر الأساس في كلّ الشرائع
السماوية. فبإلقاء نظرة سريعة على الآيات القرآنية يتضح انّ القرآن الكريم بذل
حيال مسألة التوحيد الأُلوهي والربوبي من العناية ما لم يبذل مثلها حيال أية مسألة
أخرى من المسائل العقائدية والمعارف العقلية.بل حتى قضية (المعاد) والبعث في يوم القيامة
التي تعد من القضايا المهمة جداً في نظر القرآن بحيث لا يمكن لأي دين أن يتجلى في صورة
(عقيدة سماوية) ومنهج إلهي دون الاعتقاد بها، كما لا يمكن لذلك المنهج أن ينفذ إلى
الأعماق والافئدة بدونها) [1]
للعلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، والذي استعمل التبسيط والتيسير
في توضيح المواضيع القرآنية، ورد الشبهات المثارة حول أي موضوع، وبذلك يمكن
اعتباره أيسر تفسير موضوعي موجود في الساحة الإسلامية، مثله مثل تفسير الأمثل كما
ذكرنا ذلك سابقا.
وكمثال على ذلك قوله في مقدمة الكتاب، وهو يوضح سر الاهتمام بالتفسير
الموضوعي: (ما هو التفسير الموضوعي؟.. قبل الإجابة على هذا السؤال لابدّ من طرح
سؤال آخر وهو: لماذا لم يُجمع القرآن بأسلوب موضوعي بحيث يشبه الكتب المتداولة؟ بل
أنّه يختلف معها جميعاً.. والجواب هو: إنّ المؤلف أو المؤلفين يأخذون بنظر
الاعتبار مختلف المواضيع المتشابهة في بوتقة واحدة من أجل اعداد الكتب المتداولة،
فمثلاً في علم الطب يؤخذ بنظر الاعتبار (مختلف الأمراض التي ترتبط بمسألة سلامة الإنسان)
ثمّ تُقسم المسائل المتعلقة بهذه المواضيع على فصول وابواب (امراص القلب، الأمراض
العصبية، امراض الجهاز الهضمي، امراض الجهاز التنفس، الأمراض الجلدية وسائر الأمراض)،