أطروحات، قال: (لا أغالي إذا قلت إِنَّ كل رأي صدر عن الجرجاني، وكل
نظرية طرحها أو توصَّل إليها، إنما سلكَ في سبيلهما هذا المسلكَ القياسي
الاستدلالي الاستقرائي، في إطار من التحليل المنطقي والتفكير العقلاني، بغض النظر
عما يَؤُول إليه أو يستنتجه أو يؤسِّس عليه.. وقد أثبت الجرجاني، أنه، في معظم ما
شرح وأوضح، وبرهن ودلَّل وعلَّل كان في وضع الباحث المنهجي، والمحاضر الممتاز
يقدِّم معارفَه لطلبته بكل صبر ورويَّة، متوخياً على الدوام الإِقناعَ والإفادة)[1]
وهو كتاب من تأليف الراغب الأصفهاني (المتوفى 502 هـ)، وقد اتفق كل
الباحثين في علوم القرآن على فضله وكونه من الكتب الرائدة في هذا المجال، مع العلم
أنه في جميع كتبه يدقق في الألفاظ والمصطلحات، ويحاول أن يبحث عن معانيها
القرآنية، والأمثلة على ذلك كثيرة في (تفصيل النشأتين وتحقيق السعادتين)، و(رسالة
في الاعتقاد)، و(الذريعة إلى مكارم الشريعة)، بالإضافة إلى تفسيره الذي سنتحدث عنه
لاحقا.. و(بذلك تكون هذه الكتب مكملة لكتاب
المفردات)[2]
يقول الباحث أحمد حسن فرحات في كتابه [معاجم مفردات القرآن: موازنات
ومقترحات] تحت عنوان [مفردات الراغب معلم بارز في معاجم المفردات القرآنية]: (يكاد
يجمع علماء الأمة وأعلامها على أن كتاب [مفردات ألفاظ القرآن] للراغب الأصفهاني
يأتي في المرتبة الأولى من الكتب الكثيرة المؤلفة في هذا الموضوع، فليس هناك مؤلف
في علوم القرآن، أو دارس أو مفسر أو كاتب ـ بعد الراغب الأصفهاني ـ إلا ويشعر
بالأجلال