responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127

بالجمع والعرض، وإنما تضيف إليها الكثير من التحقيقات المميزة التي لا نجد أمثالها في غيره.

ومن الأمثلة على ذلك أنه في الفصل الذي خصصه للوحي لم يقتصر في حديثه على ما يورده عادة العلماء في هذا الجانب من الحديث عن تعريف الوحي في اللغة والاصطلاح، وأنواع الوحي ونحو ذلك من المباحث المعروفة، وإنما أضاف إليها مباحث مهمة لها علاقة بعلم الكلام والفلسفة، وذلك للردود على الشبهات المرتبطة به، فقد قال تحت عنوان [وقفة عند مسألة الوحي‌]: (إنّ الوحي الرسالي في واقعه: اتصال روحي بما وراء المادة، يحصل للأنبياء بداعي الرسالة، فيحملون رسالة الله الى الناس في وعي وأمانة وإخلاص.. أمّا كيف يحصل هذا الاتصال الروحي، وما هي مقوماته وما هي عناصره الأوّليّة، فهذا أمر خفي علينا، نحن العائشين على الأرض، ولا نملك سوى أحاسيس مادية ومعايير ماديّة، لا تمكننا فهم حقائق هي فوق المادة وما وراء المادّة، وهذا الخفاء من جهة قصورنا الذاتي، دعا ببعض المتشاكسين إنكار النبوّات من رأس، متذرّعين بحجة تباعد ما بين العالمين، العالم العلوي والعالم السفلي، ذاك ناصع بيضاء لطيف، وهذا منكدر ظلماء كثيف، وإذ لا رابط بين نور وظلمة، ولا صلة بين لطيف وكثيف، فلا علقة تربط أحد العالمين بالآخر. لكن إذا ما عرفنا من هذا الإنسان وجودا برزخيا ذا جانبين، هو من أحدهما جسمانيّ كثيف، وفيه خصائص المادّة السفلى. ومن جانبه الآخر روحانيّ لطيف، وهو ملكوتيّ رفيع، لم يكن موقع لهذه الشبهة رأسا) [1]

ثم راح يفصل في ذكر منشأ هذه الطروحات، ومنهج الرد عليها، فقال: (نعم جاءت


[1] التمهيد، ج‌1، ص: 32.

نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست