من شر الشياطين؛ إذ الشياطين بوساطتهم تتذرع الى انتزاع الدين من قلوب
المسلمين)[1]
5. اجتناب التأويلات المخالفة للظواهر: فمع أن تفسيره يعد تفسيراً
إشارياً، لكنا نراه ينتقد بعض العرفاء الكبار، مع كونه من المعجبين بهم، ولهذا نراه
يخالف ابن عربي القائل بعدم العذاب في الآخرة، وبعد ذكر أدلة من ينكر العذاب،
يقول: (وأما على أصولنا الحكمية الإيمانية، فالجواب عنها بما مر من أن العقوبة
إنما تحلق الكفار، لا من جهة انتقام منتقم خارجي يفعل الإيلام والتعذيب على سبيل
المثال القصد وتحصيل الغرض، حتى يرد السؤال عن الفائدة وعدم الفائدة، أو الفائدة
عائدة إليه تعالى أو الى العبد، بل العقوبة إنما تحلقهم من باب اللوازم والتبعات
والنتائج والثمرات)[2]
6. اعتباره أن للقرآن درجات في الفهم كما للإنسان درجات، يقول في ذلك: (وبالجملة:
إن للقرآن درجات ومنازل، كما إن للإنسان مراتب ومقامات، وأدنى مراتب القرآن كأدنى
مراتب الإنسان، وهو ما في الجلد والغلاف، كما أن أدنى الدرجات للإنسان هو ما في الإهاب
والبشرة، ولكل درجة منه حملة يحفظونه ويكتبونه ولا يسمونه إلا بعد طهارتهم عن
حدثهم أو حدوثهم، وتقدسهم عن علايق مكانهم أو إمكانهم، والقشر من الإنسان لا ينال
إلا سواد القرآن وصورته المحسوسة، ولكن الإنسان القشري من الظاهرية لا يدرك إلا
المعاني القشرية، وأما روح القرآن ولبه وسره، فلا يدركه إلا أولو الألباب، ولا
ينالونه بالعلوم المكتسبة من التعلم والتفكر، بل بالعلوم اللدنية)[3]