المركب للنفس الحيوانية، لهذا استعير لفظ الرياضة الموضوعة لمن يروض
الحيوان، أي: يمنعه عن العلف لتقبل التأديب والتعليم، لأجل النفس الحيوانية عند
تسخير الروح العقلي إياها وضبطه لها عن اللذات، لتشايع قواها الروح، في سلوكه طريق
الحق وسيره الى الله)[1]
4. العناية بجمع الفلسفة والعرفان والنقل والمسلمات الناتجة من علم
الكلام، كما هو منهج في فلسفته المسماة [الحكمة المتعالية]، ولذلك فإن فلسفته (ليست
فلسفة اليونانيين المشائين، وليست فلسفة العرفاء والاشراقيين، وليست مخالفة للكتاب
والسنة، أو مضادة للاعتقادات الكلامية الصادقة، بل فلسفته كمفترق ختم به الكل، فهو
يعتقد عدم مخالفة العلوم الصحيحة العقلية أو الكشفية لما يوجد في كتاب والسنة)[2]
ولهذا يكرر دائما أمثال هذه العبارة: (حاشا الشريعة الحقة البيضاء، أن
تكون أحكامها مصادمة للمعارف اليقينية الضرورية، وتباً لفلسفة تكون قوانينها غير
مطابقة للكتاب والسنة)[3]، ويقول: (ونحن قد جعلنا
مكاشفاتهم الذوقية مطابقة للقوانين البرهانية)[4]
ولهذا نراه ينتقد بشدة الصوفية والباطنية، ويدعو إلى اجتنابهما، ذلك أنه فرق
بين منهج العرفاء الكاملين الصادقين، وبين منهج المتصوفين والباطنيين والمؤولين
لما هو واضح وجلي، يقول: (وبهذا الطريق توسلت الباطنية الى هدم جميع الشريعة،
بتأويل ظواهرها وتنزيلها على رأيهم، فيجب الاحتراز عن الاغترار بتلبيساتهم؛ فإن
شرهم أعظم على الدين
[1]
تفسير القرآن الكريم 6 : 131 ، ذيل الآية 27 من سورة السجدة.