وهو للمتكلم المفسر الفقيه الصوفي أبي محمد روزبهان بن أبي نصر البقلي
الشيرازي المتوفّى سنة (666 هـ)، أصله من (شيراز) زار مصر، فقضى في القاهرة
والإسكندرية زمنا، حتى عرف باسم (روزبهان المصري) ثم عاد إلى شيراز، واستمر بالوعظ
والتذكير خمسين سنة في الجامع العتيق بمدينة شيراز، واشتهر في هذه السنوات الخمسين
الأخيرة بلقب شطاح فارس، وهو يعد (من أعظم صوفية الإسلام، واعتبره الفرس من مفاخر
إقليم فارس، ومن مقدسات شيراز) [1]
قال العلامة المعرفة عن تفسيره: (هو تفسير إشاري رمزي على الطريقة
الصوفية العرفانية، جمع فيه من آراء من تقدّمه من أقطاب الصوفية وأهل العرفان،
فكان تفسيرا عرفانيا موجزا، وفي نفس الوقت جامعا وكاملا في حدّ ذاته.. وهو يجري في
تفسيره مع الذوق العرفاني المجرد، حتى نهاية القرآن، وطبع في جزءين يضمّهما مجلد
واحد كبير)
[2]
وقد قال مؤلف الكتاب بعد إيراده لبعض أقوال الصوفية وغيرهم في ظاهر
القرآن وباطنه: (تعرّضت أن أغرف من هذه البحور الأزلية غرفات من حكم الأزليات،
والإشارات الأبديات التي تقصر عنها أفهام العلماء، وعقول الحكماء، اقتداء
بالأولياء، وأسوة بالخلفاء، وسنة للأصفياء، وصنّفت في حقائق القرآن كتابا موجزا
مخففا لا إطالة فيه ولا إملال، وذكرت ما سنح لي من حقيقة القرآن، ولطائف البيان،
وإشارة الرحمن في القرآن بألفاظ لطيفة، وعبارة شريفة، وربّما ذكرت تفسير آية لم
يفسرها المشايخ، ثم أردفت بعد قولي أقوال مشايخي مما عبارتها ألطف، وإشارتها أظرف
ببركاتهم، وتركت كثيرا منها؛ ليكون كتابي أخفّ محملا، وأحسن تفصيلا، واستخرت اللّه
تعالى في ذلك، واستعنت به؛
[1]
مقدمة المحقق لتفسير عرائس البيان في حقائق القرآن، ج 1، ص: 5.
[2]
التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، ج2، ص: 587.