سهل بن عبد الله التستري (273 ـ 345 هـ)، من (تستر) إحدى مدن محافظة
خوزستان الإيرانية.
وكان سهل التستري أحد أكبر أئمة الصوفية وعلمائهم المتكلمين في علومهم، وقد
قال عنه أبو نعيم الأصفهاني: (عامة كلام سهل في تصفية الأعمال، وتنقية الأحوال عن
المعايب والأعلال)[1]
وكتابه في التفسير يعتبر أول وأكبر مرجع في هذا النوع من التفسير، وهو مطبوع
في حجم صغير، لم يتعرّض فيه المؤلف لتفسير جميع القرآن، بل تكلم عن آيات محدودة
ومتفرقة من كل سورة. ويبدو أنّ التفسير مجموعة من أقوال سهل في التفسير، جمعها
البلدي المذكور في أول الكتاب[2].
و للكتاب مقدمة جاء فيها توضيح معنى الظاهر والباطن ومعنى الحدّ والمطلع،
فيقول: (ما من آية في القرآن إلّا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع. فالظاهر: التلاوة،
والباطن: الفهم. والحد: حلالها وحرامها، والمطلع: إشراق القلب على المراد بها،
فقها من الله عزّ وجل فالعلم الظاهر علم عام، والفهم لباطنه، والمراد به خاص)[3]
ويقول في موضع آخر ينقل عنه قوله: (إن الله تعالى ما استولى وليّا من أمة
محمّد a إلّا علّمه القرآن، إما
ظاهرا وإما باطنا. قيل له: إن الظاهر نعرفه، فالباطن ما هو؟ قال: فهمه، وإن فهمه
هو المراد)[4]
وهو لا يقتصر على التفسير الإشاري، بل يذكر أحيانا المعاني الظاهرة ثم
يعقّبها