responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269

وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]

لكنه في نفس الوقت عندما يتأمل في نفسه ومثالبها وعيوبها، يتذكر أن الرحمة الإلهية مرتبطة بالعدالة الإلهية .. فكلاهما اسمان من أسماء الله الحسنى، ولكليهما القابليات الخاصة به، ولذلك يختلط رجاؤه وأمله وحسن ظنه بخشيته وشفقته وخوفه .. لا لأن الله ليس رحيما، ولكن لأن النفس قد لا تستحق بعض مظاهر رحمته.

وهذا ما يشير إليه قوله تعالى في وصف المؤمنين: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أولئك يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 60، 61]

والفرق بين هذا، وبين الذي يسيء الظن بالله، هو الفرق بين من يرى أستاذه رحيما لطيفا في غاية الأدب والرقة .. وبين من يراه قاسيا جلفا غليظا ظالما .. فهذه الرؤية هي التي نهينا عنها، لأنها تدل على معرفة مشوهة لله.

أما تلك المعرفة التي تجمع بين رؤية رحمة الأستاذ ورقته وحسن أخلاقه مع ضرورة الالتزام بتوجيهاته، والعمل بطلباته، والخشية عند التفريط أو التقصير فيها؛ فهذا هو الكمال، وهو حسن الظن الحقيقي بالله .. ذلك أن المعرفة بالله كما تستدعي معرفة رحمته ولطفه، تستدعي معرفة عدالته وقهره للظالمين من عباده، كما أخبر عن نفسه بذلك.

بناء على هذا جمعنا هنا ما ورد من الأحاديث في فضل الرجاء وحسن الظن بالله، مع مراعاة ما ذكرناه من الجمع بين الخوف والرجاء، لأن هناك من يسيء التعامل مع هذه النصوص حين يضرب بعضها ببعض، أو يقتصر على بعضها، ويكتم غيرها.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية:

نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست