نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82
[الحديث: 124] عن أبي عمرو الزبيري، قال: قلت للإمام الصادق: إن للإيمان
درجات ومنازل، ويتفاضل المؤمنون فيها عندالله؟ قال: نعم، قلت: صفه لي رحمك الله
حتى أفهمه، قال: (إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان، ثم
فضلهم على درجاتهم في السبق إليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقة، لاينقصه فيها
من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ولامفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة
وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الإيمان فضل على المسبوق، إذن للحق آخر هذه الأمة
أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الإيمان الفضل على من أبطأ عنه، ولكن
بدرجات الإيمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الإيمان أخرالله المقصرين لانا
نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الاولين، وأكثرهم صلاة وصوما وحجا
وزكاة وجهادا وإنفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عندالله،
لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين ولكن أبى الله عز وجل أن يدرك آخر
درجات الإيمان أولها ويقدم فيها من أخرالله، أو يؤخر فيها من قدم الله)
قلت: أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه إلى الاستباق، فقال: قول
الله عز وجل: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 21]، وقال: ﴿وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [الواقعة: 10، 11]، وقال: ﴿وَالسَّابِقُونَ
الأولون مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: 100]، فبدأ
بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان،
فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده.
ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه بعضهم على بعض، فقال عز وجل: ﴿تِلْكَ
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82