نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77]، فهذه فريضة جامعة على
الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]
وقال فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة بها، وذلك أن الله عز وجل
لما صرف نبيه a إلى الكعبة عن البيت
المقدس؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمانكُمْ
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 143]، فسمى الصلاة إيمانا،
فمن لقي الله عز وجل حافظا لجوارحه، موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل
عليها لقي الله تعالى مستكملا لإيمانه، وهو من أهل الجنة، ومن خان في شيء منها،
أو تعدى ما أمرالله عز وجل فيها، لقي الله عز وجل ناقص الإيمان[1].
[الحديث: 123] عن أبي عمرو الزبيري، قال: قلت للإمام الصادق: قد
فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟.. فقال: قول الله عز وجل: ﴿وَإِذَا
مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمانا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيمانا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى
رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 124، 125]، وقال: ﴿نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف: 13]، ولو كان كله واحدا لازيادة فيه
ولانقصان، لم يكن لاحد منهم فضل على الآخر، ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس،
وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الإيمان تفاضل
المؤمنون بالدرجات عندالله وبالنقصان دخل المفرطون النار)[2]