نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
فقال: (من هذا؟) فقلت: أبو ذر
جعلني الله فداك. فقال: (يا أبا ذر تعال) قال: فمشيت معه ساعة
فقال: (إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه عن
يمينه وشماله، وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا) قال: فمشيت معه ساعة فقال لي:
(اجلس ها هنا) قال: فأجلسني في قاع حوله حجارةٌ فقال لي: (ها هنا حتى أرجع إليك)
قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته يقول وهو
مقبلٌ: (وإن سرق وإن زنى) قال: فلما جاء لم أصبر فقلت: يا نبي الله جعلني الله
فداك، من تكلم في جانب الحرة، ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا؟ قال: (ذاك جبريل عرض
لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. فقلت: يا
جبريل وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم) قلت: يا رسول الله، وإن سرق وإن زنى؟ قال: (نعم)
قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: (نعم وإن شرب الخمر)[1]
7. عن محمود بن الربيع:
أنه عقل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وعقل مجة مجها في وجهه من بئر كانت في دارهم،
وزعم أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري - وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: كنت
أصلي لقومي بني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد، إذا جاءت الأمطار يشق علي اجتيازه
قبل مسجدهم، فجئت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي
الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه، فوددت أنك تأتي
فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى. فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (سأفعل)
فغدا علي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأبو بكر بعد ما اشتد النهار، فاستأذن رسول
الله a فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: (أين تحب أن أصلي من بيتك؟) فأشرت إلى
المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فكبر،
فصففنا وراءه، فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم،