نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
وجل، وصدقه العمل بالطاعة لله، والتسليم لامره، والإسلام ما ظهر من قول
أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت
المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج فخرجوا بذلك من
الكفر واضيفوا إلى الإيمان، والإسلام لا يشرك الإيمان، والإيمان يشرك الإسلام،
وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد، والمسجد ليس في الكعبة،
وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان، وقد قال الله عز وجل: ﴿قَالَتِ
الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا
يَدْخُلِ الْإيمان فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: 14] فقول الله عز وجل أصدق
القول)، قيل له: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والاحكام والحدود
وغير ذلك؟ فقال: (لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحدا ولكن للمؤمن فضل على المسلم في
أعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل) قيل: أليس الله عز وجل يقول: ﴿مَنْ
جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: 160]، وزعمت
أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟ قال: (أليس قد قال الله
عز وجل: ﴿يُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245] فالمؤمنون
هم الذين يضاعف الله عز وجل لهم حسناتهم، لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن
ويزيد الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما
يشاء من الخير)، قيل: أرأيت من دخل في الإسلام أليس هو داخلا في الإيمان؟ فقال: (لا
ولكنه قد أضيف إلى الإيمان وخرج به من الكفر، وسأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان
على الإسلام، أرأيت لو أبصرت رجلا في المسجد أكنت تشهد أنك رأيته في الكعبة؟) قيل:
لا يجوز لي ذلك، قال: (فلو أبصرت رجلا في الكعبة أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد
الحرام)، قيل: نعم قال: وكيف ذلك؟ قيل: لايصل إلى
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28