نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
وهوفي بيت ام سلمة فلما رآه قال: كيف أنت يا علي إذا جمعت الامم، ووضعت
الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودعي الناس إلى ما لابد منه، قال: فدمعت عين الإمام علي،
فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
ما يبكيك يا علي تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين رواء مرويين، ومبياضة وجوهكم
ويدعى بعدوك مسوادة وجوههم أشقياء معذبين أما سمعت إلى قو الله تعالى: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 7] أنت وشيعتك، و﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6] عدوك يا علي)[1]
[الحديث: 630] قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لبعض أصحابه ذات يوم: (يا عبد الله أحب في الله وأبغض في
الله ووال في الله، فانه لا ينال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد الرجل طعم الإيمان
وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في
الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنه من الله شيئا)، فقال
الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله ومن ولي الله
حتى أواليه، ومن عدوه حتى اعاديه؟ فأشار له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى علي بن أبي طالب فقال: هذا؟
قال: (بلى هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، وال ولي هذا ولو أنه قاتل
أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك)[2]
[الحديث: 631] عن أبي مريم السلولي، قال: سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (يا علي إن الله
قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، الزهد في الدنيا، وجعلك لا
تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فرضوا بك إماما