نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 260
الإسلام من دخله نجا ومن تخلف عنه هوى.. بنا فتح الله وبنا يختم، وبنا
يمحو الله ما يشاء ويثبت، فلا يغرنكم بالله الغرور لو تعلمون مالكم في الغناء[1] بين أعدائكم وصبركم على
الأذى لقرت أعينكم، ولو فقدتموني لرأيتم أمورا يتمنى أحدكم الموت مما يرى من الجور
والعدوان والاثرة والاستخفاف بحق الله والخوف، فاذا كان كذلك فاعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا، وعليكم بالصبر والصلاة والتقية.. واعلموا أن الله تبارك وتعالى
يبغض من عباده المتلون، فلا تزولوا عن الحق وولاية أهل الحق فانه من استبدل بنا
هلك، ومن اتبع أثرنا لحق، ومن سلك غير طريقنا غرق، وإن لمحبينا أفواجا من رحمة
الله، وإن لمبغضينا أفواجا من عذاب الله طريقنا القصد وفي أمرنا الرشد، أهل الجنة
ينظرون إلى منازل شيعتنا كما يرى الكوكب الدرى في السماء لا يضل من اتبعنا، ولا
يهتدي من أنكرنا ولا ينجو من أعان علينا عدونا ولا يعان من أسلمنا، فلا تخلفوا عنا
لطمع دنيا بحطام زائل عنكم وأنتم تزولون عنه، فانه من آثر الدنيا علينا عظمت حسرته
وقال الله تعالى: ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ﴾
[الزمر: 56].. سراج المؤمن معرفة حقنا، وأشد العمى من عمي من فضلنا، وناصبنا
العداوة بلا ذنب إلا أن دعوناه إلى الحق ودعاه غيرنا إلى الفتنة فآثرها علينا، لنا
راية من استظل بها كنته، ومن سبق إليها فاز، ومن تخلف عنها هلك، ومن تمسك بها نجا،
أنتم عمار الأرض الذين استخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون، فراقبوا الله فيما يرى منكم،
وعليكم بالمحجة العظمى فاسلكوها لا يستبدل بكم غيركم ﴿سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 21]؛ فاعلموا
أنكم لن تنالوها إلا بالتقوى، ومن ترك الاخذ عمن أمر الله بطاعته قيض الله له
شيطانا فهو له قرين.. ما بالكم قدر كنتم إلى الدنيا، ورضيتم بالضيم، وفرطتم فيما