نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
يقول أهل الجنان بعضهم لبعض: لا تستعجلوا صاحبكم فما يبطئ عنكم إلا للزيادة
في الدرجات العاليات في هذه الجنان بإسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين، وأعظم من
ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان وحورها إلى شيعتنا ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا
على التقية، واستعمالهم التورية ليسلموا بها من كفرة عباد الله وفسقتهم، فحينئذ
يقول خزان الجنان وحورها: لنصبرن على شوقنا إليهم وحنيننا كما يصبرون على سماع
المكروه في ساداتهم وأئمتهم، وكما يتجرعون الغيظ ويسكتون عن إظهار الحق لما
يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته، فعند ذلك يناديهم ربنا عز وجل: يا
سكان جناني، ويا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم إلا ليستكملوا
نصيبهم من كرأمتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين والاخذ بأيدي الملهوفين، والتنفيس عن
المكروبين، وبالصبر على التقية من الفاسقين الكافرين حتى إذا استكملوا أجزل
كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الاحوال، وأغبطها، فأبشروا فعند ذلك يسكن حنينهم
وأنينهم)[1]
[الحديث: 608] قال الإمام السجاد: (عباد الله اجعلوا حجتكم مقبولة
مبرورة وإياكم أن تجعلوها مردودة عليكم أقببح الرد، وأن تصدوا عن جنة الله يوم القيامة
أقبح الصد، ألا وإن ما محلها محل القبول ما يقرن بها من موالاة محمد وعلي وآلهما
الطيبين، وإن ما يسفلها ويرذلها ما يقرن بها من اتخاذ الأنداد من دون أئمة الحق
وولاة الصدق علي بن أبي طالب والمنتجبين ممن يختاره من ذريته وذويه)، ثم قال: قال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (طوبى للموالين الإمام
علي إيمانا بمحمد وتصديقا لمقاله، كيف يذكرهم الله بأشرف الذكر، وكيف يصلي عليهم
ملائكة العرش والكرسي والحجب والسماوات والأرض والهواء وما ببين ذلك وما تحتها إلى
الثرى، وكيف يصلي عليهم أملاك الغيوم والامطار وأملاك البراري والبحار