نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
الإسلام؟ قال: (أما الإيمان فالإقرار بعد المعرفة، والإسلام فما أقررت به
والتسليم للأوصياء والطاعة لهم)
[الحديث: 27] سئل الإمام علي عن التوفيق بين قوله تعالى: ﴿فَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا
لَهُ كَاتِبُونَ﴾ [الأنبياء: 94]، وقوله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه: 82]، فقال: (ان
ذلك كله لا يغني إلا مع الاهتداء، وليس كل من وقع عليه اسم الإيمان كان حقيقا
بالنجاة مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد وإقرارها
بالله، ونجا سائر المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر، وقد بين الله
ذلك بقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمانهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، وبقوله: ﴿مِنَ
الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ﴾
[المائدة: 41]، وللإيمان حالات ومنازل.. ومن ذلك أن الإيمان قد يكون على وجهين إيمان
بالقلب وإيمان باللسان كما كان إيمان المنافقين على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما قهرهم السيف،
وشملهم الخوف، فانهم آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فالإيمان بالقلب هو التسليم
للرب، ومن سلم الأمور لمالكها لم يستكبر عن أمره كما استكبر إبليس عن السجود لادم
واستكبر أكثر الامم عن طاعة أنبيائهم فلم ينفعهم التوحيد، كما لم ينفع إبليس ذلك
السجود الطويل، فانه سجد سجدة واحدة أربعة آلاف عام، لم يرد بها غير زخرف الدنيا
والتمكين من النظرة فلذلك لا تنفع الصلاة والصدقة إلا مع الاهتداء إلى سبيل
النجاة، وطريق الحق وقد قطع الله عذر عباده بتبيين آياته، وإرسال رسله لئلا يكون
للناس على الله حجة بعد الرسل، ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه،
ومتعلم على سبيل نجاة، أولئك هم الاقلون عددا، وقد بين الله ذلك في امم الأنبياء،
وجعلهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في قوم نوح: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا
قَلِيلٌ﴾ [هود: 40]، وقوله فيمن آمن
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20