نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
لايقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا)[1]
ثانيا. ما ورد في الابتلاء والتمحيص لتمييز مراتب
المهتدين:
وهي الأحاديث الكثيرة المتفقة مع ما ورد في القرآن الكريم من بيان سنة
الله تعالى في اختبار أوليائه والصالحين من عباده نتيجة الأعباء الكثيرة التي
يتحملونها لأداء الأدوار الرسالية التي يقومون بها.
ولذلك فإن الاختبار ليس قاصرا على ما يتوهمه الكثير من الأمراض والآفات
ونحوها، وإنما يشمل ما يمكن أن نطلق عليه [ضريبة قول الحق]، كما يشير إلى ذلك قوله
تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3]؛ فقد جمع الله تعالى بين كلا الوصيتين ليبين أن
قول الحق يحتاج إلى الثبات والصبر والمصابرة.
ومن أول تلك الاختبارات ما أشار إليه القرآن الكريم من الدعوة إلى الثبات
في وجه الانحرافات التي تقع في الأمم بعد رسلها مباشرة، حيث يقع التنازع والقتال
بسبب البغي الذي يحصل بينهم، وبسبب عدم التزامهم بتعاليم الرسل عليهم الصلاة
والسلام، كما قال تعالى موضحا سنن التاريخ في ذلك: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ
مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا
اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة: 253]
وقال بعد أن أثنى على مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: ﴿أُولَئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ
وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ
وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ
خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ