نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 140
ثم قال: وقد يخرج من الإيمان بخمس جهات من الفعل كلها متشابهات معروفات:
الكفر، والشرك، والضلال، والفسق، وركوب الكبائر، فمعنى الكفر كل معصية عصي الله
بها بجهة الجحد والانكار والاستخفاف والتهاون في كل ما دق وجل، وفاعله كافر،
ومعناه معنى كفر، من أي مله كان ومن أي فرقة كان، بعد أن تكون منه معصية بهذه
الصفات، فهو كافر.
ومعنى الشرك كل معصية عصي الله بها بالتدين، فهو مشرك صغيرة كانت المعصية
أو كبيرة ففاعلها مشرك.
ومعنى الضلال الجهل بالمفروض وهو أن يترك كبيرة من كبائر الطاعة التي لا
يستحق العبد الإيمان إلا بها، بعد ورود البيان فيها، والاحتجاج بها، فيكون التارك
لها تاركا بغير جهة الانكار، والتدين بانكارها وجحودها، ولكن يكون تاركا على جهة
التواني والاغفال والاشتغال بغيرها فهو ضال متنكب طريق الإيمان، جاهل به خارج منه
مستوجب لاسم الضلالة ومعناها، مادام بصفته التي وصفناه بها.
فان كان هو الذي مال بهواه إلى وجه من وجوه المعصية بجهة الجحود
والاستخفاف والتهاون كفر، وإن هو مال بهواه إلى التدين بجهة التأويل والتقليد
والتسليم والرضا بقول الاباء والاسلاف فقد أشرك وقل ما يلبث الانسان على ضلالة حتى
يميل بهواه إلى بعض ما وصفناه من صفته.
ومعنى الفسق فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة
اللذة والشهوة والشوق الغالب، فهو فسق، وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق،
فان دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه
واستخفافه كافرا.
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 140