نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94
منّي، فوضع يده على موضحته وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر
له معه، ومسح يده عليها وتفل فيها، فما هو أن فعل ذلك حتى اندمل، فصار كأنه لم
يصبه شيء قط، فقال عبد الله بن يحيى: يا أمير المؤمنين.. قد أفدتني
وعلّمتني، فإن أردت أن تعرِّفني ذنبي الذي امتُحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود
إلى مثله، فقال: (تركك حين جلست أن تقول: ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾
فعجّل ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصاً بما أصابك، أما علمت أنّ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حدّثني عن الله جلّ وعزّ: (كلّ أمرٍ ذي بالٍ لم يُذكر فيه بسم
الله فهو أبتر، فقلت: بلى، بأبي أنت وأمي لا أتركها بعدها، قال: (إذاً تحظى بذلك
وتسعد)، قيل: (يا أمير المؤمنين.. وما تفسير ﴿ بسم الله الرحمن
الرحيم ﴾؟).. قال: (إنّ العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملاً فيقول: (﴿
بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ فإنه تبارك له فيه)[1]
[الحديث: 191] وهو قول الإمام الرضا في فضل القرآن الكريم، ونص
الحديث هو أنه ذُكر للإمام الرضا يوما القرآن، فقال: (هو حبل الله المتين، وعروته
الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمني من النار، لا يخلق من الازمنة،
ولا يغث على الالسنة، لانه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، وحجة على
كل إنسان، ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ
خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42])[2]
وهو قول الإمام الرضا في الدعوة إلى الجمع بين التدبر
والختم، ونص الحديث هو أن الإمام الرضا كان يختم القرآن في كلّ ثلاث ويقول: (لو
أردت أن أختمه في أقلّ من ثلاث لختمته، ولكن ما مررت بآية قط إلاّ فكّرت فيها وفي
أيّ شيء أُنزلت، وفي أيّ وقت، فلذلك