نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
[الحديث: 67] وهو في فضل بدء اليوم بقراءة القرآن الكريم، وخاصة
ما ارتبط منه بالحقائق الكبرى، ونص الحديث هو قوله a: (من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل
الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في يومه، مات شهيدا، ومن
قرأها حين يمسي فكذلك)[1]
وننبه إلى أن الفضل الوارد في هذا الحديث وأمثاله ليس مرتبطا بالقراءة
المجردة، وإنما بتفاعل الحياة جميعا مع مقتضيات تلك القراءة، ولذلك أخبر a عن موت من حصل له ذلك شهيدا،
ولو مات على فراشه.
وربما يكون لتخصيصه بالشهادة ارتباط بما ورد في آخر سورة الحشر، وهو قوله
تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ
خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ [الحشر: 21]
[الحديث: 68] وهو في بيان أن لكل سورة قرآنية وظيفتها الخاصة بها،
وذكر نموذج على ذلك بسورة الملك، ونص الحديث هو قوله a: (من القرآن سورةٌ ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك
الذي بيده الملك)[2]
وهذا مع كونه يدل على سورة الملك خصوصا إلا أنه يشير
إلى أن لكل سورة بل لكل آية قرآنية وظائف ترتبط بصاحبها المهتم بها الحريص على
تلاوتها وتدبر معانيها إلى الدرجة التي يصل إلى محبتها، كما ورد ذلك في فضل سورة
الإخلاص، وهو أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعث رجلا على سرية، وكان
يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:
1]، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي a، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟. فسألوه، فقال: لأنها