نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
تلك الأمور، لكفاهم في
رد تلك الروايات، فقد روي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دخل المسجد، وفيه نسوة
من الأنصار، فوعظهن، وذكرهن، وأمرهن أن يتصدقن، ولو من حليهن، ثم قال: (ألا عست
امرأة أن تخبر القوم بما يكون من زوجها إذا خلا بها، ألا هل عسى رجل أن يخبر القوم
بما يكون منه إذا خلا بأهله)، فقامت امرأة سفعاء الخدين، فقالت: والله إنهم
ليفعلون، وإنهن ليفعلن. فقال a: (فلا تفعلوا ذلك، أفلا أنبئكم ما مثل
ذلك؟ مثل شيطان لقي شيطانة بالطريق، فوقع بها، والناس ينظرون)[1]
وللأسف، مع أنهم يروون
هذا الحديث، ويطبقونه في حياتهم أحسن تطبيق، فلا نرى أحدهم يذكر علاقته بأهله..
لكنهم مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتجرؤون فيذكرون ما يستحيا من ذكره، وفي كل
المحال التي لا تستدعي ذلك، مثلما يروون أن رجلا سأل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الرجل يجامع أهله ثم
يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال a: (إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم
نغتسل)[2]
فهل يمكن لمن روى هذا، أو نقله، أو
لأي مفت في الدنيا أن يذكر لمستفتيه كيف يعاشر أهله؟ وهل هناك ضرورة تدعو إلى ذلك؟
ولكن هؤلاء يجوزون على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كل ما يتنافى مع
المروءة والشهامة والنبل في نفس الوقت الذي ينزهون أنفسهم عنه.
ومن الأمثلة الخطيرة على ذلك ما كرره
ابن تيمية مرارا عند تحذيره من صحبة الأحداث والمردان من قوله: (وقد روى الشعبي عن
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: أن وفد عبد القيس لما
قدموا على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره؛ وقال: إنما كانت خطيئة