قلت: في هذه الآية يخبر
الله تعالى عن فضله على المستضعفين بتمكينهم من الأرض.
قال: وهي أعظم سلوى
للفقراء.. فهي تنقلهم إلى الواقع لتخبرهم بأن حقائق إمكانية اختيارهم ليست فلسفة
مثالية أو أحلاما جميلة، بل هي حقيقة يمكن تحقيقها في كل حين.
قلت: بم؟
قال: بالتحقق بحقائق
الافتقار.
قلت: ولكن الافتقار قد
يملؤهم بالهزيمة.. ويملأ نفوسهم بالعقد.
قال: افتقار العارفين، لا
افتقار المحجوبين.
قلت: فما الفرق بينهما؟
قال: افتقار العارفين قوة،
وافتقار المحجوبين ضعف.
قلت: لم؟
قال: افتقار العارفين لله..
فلذلك يعطون من القوة ما لا يمكن مواجهته.. وافتقار المحجوبين للأكوان.. فلذلك لن
يجدوا من الأكوان غير الخذلان.. ألا تعلم ما قال الشيطان للكفار الذين افتقروا
إليه واستندوا لقوته؟
قلت: بلى.. فقد قال تعالى:{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ