قال: { بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(لأعراف: 179)
قلت: فما حاله معهم؟
قال: هو منشغل بمدائنه
يسوسها ويحفظها.
قلت: وحق له ذلك، فمن كان
له مثل ثورته وملكه لا يلتفت للسوقة والرعاع.
قال: لا تفهم كلامي خطأ، هو
يلتفت إليهم ويحبهم ويمد يده إليهم بالعطاء، ولكنهم يقبضون أيديهم، ويطلب منهم أن
يعمروا صناديقهم بكنوزه، ولكنهم يأنفون من كنوزه، ويضحكون منه.
قلت: فهلا ذهب إلى
الفقراء، فللأغنياء من عزة النفس ما يحول بينهم وبين تقبل الصدقات ولو كانت كنوزا.
قال: ذهب للفقراء
والأغنياء، فالكل عنده سواء، فالغنى غنى الروح.
قلت: فما فعل الفقراء؟
قال: رموه بالحجارة، وسخروا
من دعواته لهم بدخول مدائن الغنى.
قلت: فماذا فعل؟
قال: هو منشغل عنهم بمدائنه
وفأسه.
قلت: وما علاقة فأسه
بمدائنه؟.. وأي فأس هذا؟.. أنا لم أر أي فأس في مدائن الأغنياء.