قال: لا.. هذا رجل من أهل الله ، فقه عن الله، وعلم
أن الله رب الدنيا والآخرة، وله خزائن حسنات الدنيا والآخرة، فراح يملأ خزائنه
منهما.
قلت: ألا يقدح ذلك في إخلاصه؟
قال: وهل دعا الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ
أقوامهم لغير الإخلاص.
قلت: كلا.. ولكن ما علاقة ذلك بهذا الرجل.
قال: هذا رجل سمع قول نوح u:{ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهَاراً( (نوح:10 ـ 12)، فعلم أنه
سنة من سنن الله، وسحابة من فضل الله، فراح يلتمس هذا السبب كما يلتمس غيره من
الأسباب.
قلت: إن قومي يعتبرون هذا الباب من أبواب فضل الله من
التواكل المنهي عنه.
قال: أولئك هم الجاهلون الغافلون الذي استعبدتهم
الأسباب، فلا تسلك سبيلهم.
قلت: كيف لا أسلك سبيلهم، وهو يقولون حقا كثيرا.
قال: فما الحق الذي يقولونه؟
قلت: لقد رأوا قوما التزموا المسابح، وهجروا الفؤوس
والمعاول.
قال: لقد أخطأ هؤلاء كما أخطأ أولئك، ولا ينبغي تصحيح
الخطأ