قال: فهذا ما يدلك على أن أول نور من أنوار الإحسان
أن تشمل الخلق بما أعطاك الله من فضل.. ألا ترى السراج؟
قلت: ما به؟
قال: أيمكن أن ينشر السراج الظلام؟
قلت: لو فعل ذلك لم يبق سراجا.
قال: فكذلك المؤمن العارف بربه لا يمكن إلا أن يكون
محسنا.
قلت: ولكن انتظار الإحسان من الخلق قد يملأ صدور
الفقراء بالغفلة.
قال: أهل الله من الفقراء لم يعنهم أن تصلهم الأعطيات
التي رتبها الله لهم، وإنما ملأ صدورهم أشواقا وراحة وسرورا اقترانهم بالإيمان
بالله ، وبعبوديته، فلذلك إذا نالهم ما نالهم من يد الأغنياء قبضوها باسم الله ،
ومن يد الله، فبورك لهم فيها.
جوهرة
الالتزام:
اقتربنا من الباب الثالث من أبواب الفضل، فرأيت رجلا
يمتلئ خشوعا، وهو يمسك بمسبحة يعد بها تسبيحاته، فإذا ما انتهى من عدها، ملئت جرة
أمامه يواقيت وجواهير.
فقلت للمعلم: أهذا يطلب حسنات الله، وجواهر أهل الله،
أم تراه يطلب