سرت مع معلم السلام نبحث عن القصر الذي
يتواجد به كنز الفضل، لاح لنا قصر جميل، كله أبواب يؤدي بعضها إلى بعضه، بل هو
نفسه يشبه بابا كبيرا، وقد غرست على جوانب القصر الأربع أصناف الأشجار المثمرة
والزروع اليانعة.
لقد كان القصر يشبه لوحده مدينة
ضخمة تعج بالحياة، التفت إلىاللافتة المعلقة في بوابة القصر، فإذا مكتوب عليها
قوله تعالى: {لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ
مُتَفَرِّقَةٍ }(يوسف: 67)
سألت المرشد عن سر وضع هذه الآية
هنا، فقال: هذا قصر الفضل، وهذا القصر يعرفونه في مدائن الغنى بقصر الأبواب، فهو
كثير الأبواب، وهي متداخلة بعضها في بعض، ولكن أبوابه الكبرى أربعة.
وقد وضعت هذه اللافتة هنا لتنبه
الداخل إلى أن لا يلتمس بابا واحدا للدخول، بل إذا وجد بابا مغلقا في وجهه يلتمس
بابا آخر، فلا بد لكل داخل لهذا القصر من أبواب مفتوحة، ومن جواهر ينالها.
قلت: كيف؟ لم أفهم.. عهدي في قصور
هذه المدائن أن أدخلها من بابها، ثم أرتقي طوابقها طابقا طابقا إلى الطابق الرابع.
قال: هذا القصر ليس فيه طوابق، بل
فيه بدل ذلك أبواب، ألم تسمع عن أبواب الجنة؟