وقفت مع المعلم أمام
الجوهرة الأولى من جواهر الاستعفاف، فسألت المرشد عنها، فقال: هذه جوهرة نفيسة، لا
يحل صعود طوابق القصر إلا بعد المرور عليها.
قلت: فما اسمها؟
قال: هي جوهرة ( لا أمل فيك
)
ابتسمت في نفسي من هذه
الأسماء الغريبة، ثم التفت إلى المعلم ليشرح لي حقائقها، فلا يمكن أن أنالها بدون
الوصول إلى حقيقتها والاقتناع بها.
نظر إلي المعلم، وقال: ألا
تعلم أول بيت يقصده الشحاذ، وأول من يمد إليه يده؟
فكرت قليلا ، ثم قلت:
ربما.. جاره.. لا، فقد لا يريد أن يظهر بمظهر الذلة أمام جاره.. لعله السوق أو
المسجد.. أو لعله يخرج من بلده حفظا لكرامته ليمد يده للغادي والرائح.
قال: كل من ذكرتهم بعيدون،
والشحاذ لا يمد يده إليهم إلا بعد أن يمد يده إلى غيرهم.
قلت: فمن؟ لقد عجزت عن
معرفته.
قال: أول من يمد الشحاذ يده
إليه بالسؤال والافتقار هو نفسه.