قلت: ولكن لولا تلك المساعدات التي تنزل كل حين لضاعت تلك الشعوب، بل لضاعت شعوبنا أيضا.
قال: وما الثمن الذي تقدمونه لذلك؟
قلت: كل ما يطلبون.. كرامتنا.. مواقفنا..
قال: ودينكم وحياتكم ومصيركم وربكم؟
قلت: لعلهم لو طلبوهم منا لأعطيناهم لا نساومهم في ذلك.
قال: فسيطلبون ذلك.. إن لم يكونوا قد فعلوا..
قلت: بلى.. لقد بدأو يجرؤون.
قال: أتدري ما سبب ذلك؟
قلت: لا أدري.. ولا أدري لماذا نحن نتحدث عن هذا الموضوع الآن، أمام هذه الجوهرة النفيسة.
قال: هذا الحديث عنها.. فهي جوهرة الأمن.. وخوفكم على أرزاقكم، وعدم ظفركم بحقائق هذه الجوهرة هو الذي جعلكم تنحدرون كل ذلك الانحدار.
قلت: فحلل لي سبب ذلك خطوة خطوة حتى أفهم ما تقول.
قال: ألم تسمع قوله تعالى:{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}(القصص:57)؟