وقفت مع المعلم أمام أول
جوهرة من جواهر كنز القناعة، لأملأ جوفي بأشعتها، قال لي المعلم: هذه جوهرة
نفيسة.. حقيقتها تخلق بأخلاق الله.
قلت: هذا كلام خطير، فما
علاقة القناعة والفقر بصفات الله؟
قال: أليس الله هو المدبر؟
قلت: بلى، ولكن تدبير الله
مختلف، فخزائن الله لا تنفذ.. وخزائننا محدودة مقدرة.
قال: وهذا ما يزيد في عمق
الإشارة.
قلت: لم أفهم.
قال: ألم تسمع قوله a لسعد عندما رآه يتوضأ، ويسرف في
الوضوء:( ما هذا السرف يا سعد؟)، فقال سعد:( أفي الوضوء سرف؟)، فقال a:( نعم، وإن كنت على نهر جار )[1]
قلت: بلى، ولكن ما علاقة
ذلك بالإشارة؟
قال: لأن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أراد أن يبين لنا أن الإسراف لا
يرتبط بكم الأشياء، وإنما هو خلق، فقد تجد الفقير يسرف، والغني يقتصد.
قلت: هذا صحيح وواقع، ولعله
من أسباب الفقر، ولكن ما علاقته بالإشارة؟
قال: إن الله تعالى يملك كل
شيء، ومع ذلك دبر الكون تدبيرا محكما