لكن
هذا الحديث لم يرض بعض أولئك الجامعيين المتحمسين، فراح يقول: (هناك قضية مهمة في
الجيش وهي أن الجيش بنظامه الموجود، اعني العلاقات والضوابط الموجودة بين مختلف أفراده
ليس لها أية جنبة إسلامية، ولا يمكن الإبقاء عليها) [2]
فأجابه
الإمام الخميني مهدئا له بقوله: (الأمر ليس كما تصفه تماما في عدم وجود أفراد
جيدين، أو عدم وجود مسلمين، إن الحاملين للرتب المتوسطة ليسوا على ذلك المستوى من
الفساد الذي يتصف به أصحاب الرتب العليا، فكل ما هو موجود من فساد يخص الرتب
العالية، أما الأوطأ رتبا فليس على تلك الدرجة من الفساد) [3]
ثم أراد
حل المشكلة من جذورها، وعدم ترك الفرصة للحماسة أن تملي مواقفها، فقال: (لا يمكن
أن نقوم الآن بحل الجيش.. علينا أن نحافظ على هذا الجيش بطريقة ما، نبعد أصحاب
الرتب العالية، الفئات الأولى من رتبة لواء فما فوق ثم نعيد تشكيل الفئات الأدنى
ثم نبحث بينهم لاستبعاد غير الصالحين وتثبيت الصالحين. وهذه قضية لا يمكن حلها
بسرعة، مثلا يرحل الشاه هذه الليلة وفي الصباح تكون كل الأمور على ما يرام! لقد
عبثوا بكل الأمور ورحلوا، وعليكم أن تصلحوا ما افسدوه)[4]
لكن
الأساتذة والطلبة المتحمسين، والذين كانوا يريدون مواقف متشددة لم يرضهم هذا، فراح
أحدهم يقول: (ما هو رأيكم في تشكيل جيش وطني بدلا من بذل الجهود وانفاق الأموال
على الجيش الحالي؟)، فأجابه الإمام الخميني: (الأمر يتم بالتدريج، فلا يمكن يا