نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
الدعاء؟!
والصلاة التي كان يصليها ناصر الدين شاه الذي ينقل عنه أنه قال ذات يوم: (نظرنا من
شمس العمارة فوجدنا الناس فرحين، ونظرنا فوجدنا أن الصلاة قد تأخرت، فصلينا)، فهل
تتصورون أن تلك الصلاة كانت مفيدة؟.. إن هكذا دعاء وصلاة لا فائدة منها. أعمال
كهذه لن تقرّب الإنسان من الله، والتاريخ يبرهن لنا ذلك. فلو كانوا قريبين من الله
لما ظلموا الخلق كل هذا الظلم، ولما فسقوا وفجروا وأجحفوا الناس حقوقهم) [1]
ثم ضرب
لهم الأمثلة بالمستبدين في التاريخ الإسلامي، والذين يصورهم أصحاب التدين السطحي
بصورة الصالحين اغترارا بما يروى من عبادتهم مع الغفلة عن استبدادهم وجرائمهم: (كان
خلفاء بين أمية وبني العباس في منتهى السوء والظلم والخبث، ولكنهم كانوا في نفس
الوقت يصلّون ويصومون ويبكون ويتهجدون. ويحكي عن هارون الرشيد أنه بكى بكاءً ابتلت
لحيته منه عندما نصحه أحد زهّاد عصره. هل كان لبكائه أثر؟! في الواقع إن البكاء
على النفس هو المطلوب وهو المؤثر. وطوبى لمن يبكي على نفسه. لكن بكاء هارون لم يكن
كذلك، فأنانية هارون هي الأساس في بكائه، هو يريد كل شيء لنفسه، حتى الله يريده
لنفسه. هارون كان يعبد نفسه، وهذا هو التكبر) [2]
ثم
ينتقل من التاريخ للواقع، لينصح كل أصحاب المناصب في الجمهورية الإسلامية بألا
يصبح حالهم كحال أولئك المستبدين، يقول: (انتبهوا، لا تتكبّروا. لا تغرّوا أنفسكم
بأن لديكم منصب أو إمكانات أو مستوى علمي أو ميزة وأفضلية معينة. فستكون مثل ذلك
الرجل (الملك ناصر الدين شاه) الذي كان ينظر إلى الناس من أعلى شمس العمارة بتحقير
واستصغار.. عند محاسبة النفس يجب أن لا يرى الإنسان نفسه فوق الآخرين. وإذا صلّينا