نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 254
أدرك
قادة الثورة الإسلامية أن النصر الذي جاء بفضل الله، وبسبب تحقق الروحانية في
المجتمع، لا يمكن الحفاظ عليه إلا بالحفاظ على تلك الروحانية، ولهذا نجد توجيهاتهم
الكثيرة في هذا الجانب.
ومن
الأمثلة على ذلك تلك الخطابات الكثيرة للإمام الخامنئي، والتي مارس فيها نفس الدور
التوعوي والتربوي الذي قام به الإمام الخميني، حيث لا يكاد يخلو خطاب منها من الدعوة
للاهتمام بالأبعاد الروحية، واعتبارها صمام أمان الثورة الإسلامية.
ومن
ذلك قوله في بعض خطبه: (إن صلاة المرء وصدقته وحجّه وسائر عباداته لا قيمة لها إن
كان يرى لنفسه شأناً ومقاماً أمام الله. فأعمال المتكبرين غير مقبولة ولا فائدة
منها. والذين يرون لأنفسهم مقاماً أعلى من الآخرين ويحسبون لأنفسهم وأنانيتهم
حساباً دون اعتبار لشؤون غيرهم من الناس، هؤلاء ستكون عبادتهم ضئيلة الأثر، وإن
كانوا في الظاهر من أهل الزهد والطاعة والتقوى، ذلك لأن المتقي حقاً لا يمكن أن
يتصف بمثل هذه الصفات. المتكبر، ولو قرأ القرآن وذكر الأذكار وجاهد فإن كل هذه
الحسنات لن تؤثر تأثيرها الكامل فيه)[1]
ثم ضرب
أمثلة لهم على ذلك بسلاطين الجور الذين كان بعضهم يحرص على التدين الظاهر في نفس
الوقت الذي يمارس فيه كل الجرائم، نتيجة خواء روحه من مقتضيات التدين الحقيقي،
يقول: (لقد تنوّع الحكام والسلاطين والأمراء على مر التاريخ، ولم يكونوا جميعهم
منكرين للدين. البعض منهم كان يعبد الله ويصلي. لم يكن الجميع كمحمد رضا شاه وأبيه
تاركين للصلاة. ولقد قرأت في أخبار فتح علي شاه (أحد ملوك القاجارية) أنه كان
يستمع لدعاء كميل كل ليلة جمعة هو وعائلته ومجموعة من الناس. لكن ما كان أثر ذلك
[1]
المواعظ الحسنة، (ثماني مواعظ لطيفة في السلوك المعنوي)، الإمام الخامنئي (ص: 12)
نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 254