نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
وهكذا
نجد الإمام الخامنئي يحافظ على موقف الثورة الإسلامية من الاستكبار، ونصرة
المستضعفين، وكل ما حصل في عهده من رعاية لحركات المقاومة يصب في هذا الاتجاه.
ولعل
أكبر المواقف التي حصلت في عهده نصرته لسوريا والعراق، ومواجهته لكل محاولات تقسيم
بلدان المنطقة، وبفضل هذه السياسة خرجت إيران من محليتها، لتصبح قوة إقليمية يحسب
لها العدو ألف حساب.
رابعا ـ الثورة
الإسلامية، وتحقيق الإسلام في الواقع:
المطلب
الرابع، والذي يمكن اعتباره المميز الأعظم للثورة الإسلامية الإيرانية، دعوتها
لتحقيق الإسلام في الواقع.. فهي ثورة لم تنطلق ـ مثل أكثر الثورات ـ من فكر شيوعي
أو اشتراكي أو ليبرالي أو وجودي، وإنما انطلقت لإحياء الإسلام بجميع معانيه في
الحياة بجميع مجالاتها.
ولعل
هذا التوجه الصادق هو السبب في كون انتصارها انتصارا فريدا، بخلاف الكثير من
الثورات التي ترتد على نفسها، ويأكل بعضها بعضا، ثم تنقلب على كل المفاهيم التي
دعت إليها أو آمنت بها.
وسبب
ذلك أن هذا المطلب كان متوافقا تماما مع الفطرة ومع الشعب الإيراني، ولذلك لم يحصل
أي اصطدام، بل أحس الشعب أنه يعيش وفق المبادئ التي يؤمن بها، وليس كأولئك الذين
تتناقض عقائدهم مع سلوكياتهم وسياساتهم.
وقد
أشار إلى هذا البعد المهم في الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، وذلك في مقارنة له
بينها وبين غيرها من الثورات، حيث قال: (شاهدتُ أو قرأتُ طيلة حياتي، في عمر
الشباب، التاريخ والتحوّلات المختلفة التي حصلت في مناطق مختلفة من العالم ومنها
منطقتنا. هذه الثورات التي وقعت في الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية، تلك
الثورات
نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223