ثم
يختم نداءه مخاطبا جميع المسلمين: (أيها المسلمون في كل بلدان العالم وأقطاره
انهضوا، ويا علماء العالم الإسلامي الأعلام هبّوا لنجدة الإسلام والمسلمين
وبلدانهم، واضربوا بأيدي الرفض في صدور ظلمة الغرب والشرق في كل منعطف وزاوية كما
فعل شعب إيران وعلماؤه وشخصياته البارزة، واطردوا من بلدانكم عملاءَهم وخبراءَهم
المزيّفين ومستشاريهم الناهبين للنفط، ورجّحوا الشهادة على الذلة، والشرف الإسلامي
أو الإنساني على الرفاه والعيش أياماً معدودة بالمهانة والخجل. وانتصروا عليهم في
ميدان النـزاع السياسي والعسكري ولا تخشوا ضجيجهم الإعلامي والدعائي لأنكم: ﴿إِنْ
تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7])[2]
وقد
ظل الإمام الخميني مصرا على وجوب البراءة من المستكبرين في الحج إلى آخر أيام
حياته، ففي حديث له بتاريخ (11/ 4/ 1988 م) أي قبل سنة من وفاته، خاطب المشرفين
على الحج حينها، قائلا: (سيتوجه هذا العام أن شاء الله مائة وخمسون ألف شخص من
إيران إلى الحج، وسيقوم الحجاج بواجبهم في البراءة من المشركين ومن أميركا
وإسرائيل. فمن غير الممكن أن يتوجه حجاجنا لأداء مناسك الحج ولا يقوموا بالتظاهر
ضد الاستكبار العالمي.. إن البراءة من المشركين تعتبر أساساً من الواجبات السياسية
للحج، ومن دونها لا يكون حجنا حجاً. وليعلم آل سعود بأنهم إذا حالوا دون ذلك فانهم
سيقفون في مواجهة كافة المسلمين في العالم. وأن من مصلحتهم أن يمارسوا دورهم بشكل
سليم وصحيح)[3]