نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
قاضيه ورفيقه ابن
شدَّاد[1]: (كان أسد الدين
كثير الأكل، شديد المواظبة على تناول اللحوم الغليظة، تتواتر عليه التخم
والخوانيق، وينجو منها بعد معاناة شدّة عظيمة، فأخذه مرض شديد، واعتراه خانوق عظيم
فقتله، رحمه الله تعالى، وفُوِّض الأمر بعده إلى صلاح الدين، واستقرت القواعد،
واستتبت الأحوال على أحسن نظام، وبذل الأموال، وملك الرجال، وهانت عنده الدنيا
فملكها، وشكر نعمة الله تعالى عليه، فتاب عن الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو، وتقمّص
بلباس الجد والاجتهاد، وما عاد عنه، ولا ازداد إلا جدًّا إلى أن توفاه الله تعالى
إلى رحمته)[2]
وطبعا هذه الشهادة الأخيرة خصوصا لا تعجب الممجدين لصلاح الدين الأيوبي،
ذلك أنهم يصورونه بصورة مختلفة تماما عن تلك الصورة التي يصوره بها المؤرخون، ونحن
لا يعنينا شربه للخمر، أو عدم شربه لها، ولكن يعنينا الخطر اليهودي الذي تسلل
إليه، والذي قد يكون له دور في توجيه معاركه.
فالكثير من المحققين الذين تخلصوا من الكذب على أنفسهم يذكرون الدور الذي
قام به ابن ميمون اليهودي في توطين اليهود في فلسطين، ليكون نواة لما نعيشه اليوم
من احتلال وظلم.
بل إن اليهود
أنفسهم يشهدون بذلك، ويقرون به، ولذلك ذكرنا أنهم يؤمنون على كل
[1]
قال الزركلي في الأعلام 8/230: يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي، أبو
المحاسن، بهاء الدين ابن شداد (539 - 632 هـ): مؤرخ، من كبار القضاة. ولد بالموصل،
ومات أبوه وهو صغير، فنشأ عند أخواله (بني شدّاد) وشدّاد جدّه لأمه، فنُسب إليهم.
وتفقه بالموصل، ثم ببغداد، وتولى الإعادة بالنظاميّة نحو أربع سنين، وعاد إلى
الموصل، فدرّس وصنّف بعض كتبه، وسافر إلى حلب، فحدَّث بها وبدمشق ومصر وغيرها،
ولما دخل دمشق، كان السلطان صلاح الدين محاصراً قلعة (كوكب) فدعاه إليه، وولّاه
قضاء العسكر وبيت المقدس والنظر على أوقافه، واستصحبه معه في بعض غزواته، فدوّن
وقائعه وكثيراً من أخباره.