نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
كانت تعنى
عناية كبيرة بالطب وغيره، وهذا بشهادة جميع المؤرخين، وقد قال بعض الباحثين في
ذلك: (كان الحكام الفاطميون أئمة للمسلمين.. تمتعوا بازدهار واحترام كبير نتيجةً
للإدارة الماهرة والإستقرار الإقتصادي لحكومتهم، أسسوا المشافي والمكتبات والمساجد
والمدارس بالإضافة لمرصد فلكي، ودعموها بسخاء، ومن بين ما أسسوه كانت جامعة الأزهر
الشهيرة (970 م) في القاهرة، ودار العلم (1005 م). وكان تعلم وممارسة الفنون
العلاجية قد تطور بسرعة مع إحياء العلوم التطبيقية والفنون الأخرى. يبدو هذا
ملحوظاً بشكل أكبر عندما ينظر المرء إلى اتساع الإمبراطورية الفاطمية، والتي امتدت
من الساحل الأطلسي للمغرب مروراً بمصر، وسورية وفلسطين شرقاً، وشبه الجزيرة
العربية واليمن جنوباً. تطورت الأنشطة التقنية والفنية بشكل رائع في كنف هذه
الحضارة الرائعة، وتمت رعاية التعليم بسخاء، كما كُرمت المهن الصحية بشكل كبير)[1]
أم أن سبب ذلك
يعود لعدم ثقته في أطباء المسلمين، وخشيته منهم، لكثرة حروبه معهم، أم يعود لما
ذكره الذهبي عنه حين قال: (وكان صلاح الدين شحنة دمشق، فكان يشرب الخمر، ثم تاب،
وكان محبَّباً إلى نور الدين يلاعبه بالكرة)[2]
ومثله قال كمال
الدين ابن العديم: (فأرسل العاضد إلى صلاح الدين، وأحضره عنده، وولَّاه الوزارة
بعد عَمِّه، وخلع عليه، ولقَّبه بالملك الناصر، فاستتبَّت أحواله، وبذل المال،
وتاب عن شرب الخمر، وأخذ في الجد والتشمير في أموره كلها)[3]
ومثلهما نقل أبو
القاسم شهاب الدين المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة عن
[1]
انظر مقالا بعنوان: الطب والصيدلة في عهد الفاطميين، مجلة العلم، المجلد التاسع،
العدد الثاني، الصفحات 24- 26 في عام 1985.