نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
أي أنه قتله
بإحدى الطريقتين: إما صبرا بحبسه وتجويعه إلى أن مات حتف أنفه، وإما بصلبه..
والعجيب أن هؤلاء الذين يروون هذه القتلة البشعة التي قتل بها السهروردي هم أنفسهم
الذين يروون قوله a: (عُذّبت امرأة في
هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها،
ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)[1]
وهكذا فعل صلاح
الدين وابنه بالسهروردي، والذي ذكر المؤرخون أنه بعد أن عاين ما عاين من تلك
القلوب القاسية راح يردد نادما:
ونحب أن نذكر
بأن السهروردي الذي قتل هذه القتلة الشنيعة هو نفسه صاحب القصيدة التي لا تزال
تردد في المجامع الصوفية، ويردد معها للأسف الترضي على قاتله صلاح الدين الأيوبي،
والتي يقول فيها:
^أبدا تحن إليكم
الأرواح =ووصالكم ريحانها والراح
وقلوب أهل
ودادكم تشتاقكم= وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
وا رحمة
للعاشقين تكلفوا= ستر المحبة والهوى فضاح
بالسر إن باحوا
تباح دماؤهم =وكذا دماء العاشقين تباح
وإذا هم كتموا تحدث
عنهم =عند الوشاة المدمع السفاح^
ولم يكن
السهروردي سوى ضحية من ضحايا صلاح الدين وأبنائه وأسرته.. ومن شاء أن يسأل عن
المزيد فيمكنه أن يذهب إلى جبال العلويين، ويسألهم عن سر هربهم لتلك